القاع

القاع عبر الزمن

هي القاع، تلك الأرض المنبسطة التي تقع في محافظة بعلبك - الهرمل وتحدها كل من سوريا، الهرمل ورأس بعلبك. عرفت القاع منذ العصور الوسطى وكانت تشتهر في صناعة العسل وفي معالمها الطبيعية النادرة، فقد شكلت البحيرة فيها ملتقى للتجار العابرين ومعلماً طبيعياً جميلاً بالإضافة إلى ذلك، حافظت القاع على طابع "السياحة الدينية" حيث معظم مواقعها الدينية كانت تستقطب السائحين المحليين والمغتربين لزيارتها. وجود بلدة القاع بين السلسلة الشرقية للبنان ونهر العاصي جعل من صيفها صيفاً شبه صحراوي ومن شتائها شتاء بارد. وتجدر الإشارة أنه عند زيارة القاع تلفتنا أثار رومانية وعثمانية تؤكد على الحضارة القديمة التي رسمت معالمها على وجه هذه البلدة

القاع عبر الزمن

عرفت القاع بالأرض المنبسطة فنالت شهرتها عبر الزمن. ففي العصور الوسطى دوّنت معالمها في كتاب " تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل" الذي حافظ على تاريخها على مرّ السنين.

صناعة العسل كانت ولا تزال إحدى أبرز وأجود صناعاتها التي كانت توزّع حتّى في العاصمة. كان السكن قائما فيها منذ القرن الثامن ميلادي. وجودها بالقرب من الحدود اللبنانية-السورية جعل منها معبراً وقلباً ينبض على وقع كل عصر.

والقاع اليوم هي خير مثال على العيش المشترك ففيها تدق اجراس الكنائس ويعلو صوت آذان المساجد. عطش أهلها للعلم دفعهم الى التعلم في مدارسها الرسمية والخاصة وأبرزها: مدرسة سيدة البقاع – التكميلية والثانوية الرسمية والمدرسة الفنية.

اين تقع القاع

تقع القاع في الطرف الشمالي من قضاء بعلبك في محافظة بعلبك-الهرمل. تحدّها سوريا ومنطقة الهرمل من الشمال ورأس بعلبك من الجنوب. كذلك، تغمر سوريا جانحها الشرقي تاركةً للهرمل جانحها الغربي.

ترتفع 552 م عن سطح البحر في أسفل مواقعها لتصل الى 1621 م في اكثرها ارتفاعاً.

وجودها في البقاع بين السلسلة الشرقية لجبال لبنان ونهر العاصي جعل من مناخها شبه صحراوي حيث تشتد الحرارة صيفا ويعصف بها بردا قارسا في فصل الشتاء

من خصائص القاع

للقاع سوق تجاري تحده بحيرة طبيعية فتلتقي روح الانسان التجارية بطبيعة الخالق الجميلة. كما تمر فيها سكة قطار شهد على تاريخ مزدهر وعامر ترك بصماته الماضية في قلب القاع الحالية.

وللقاع ايضا رونقاً دينياً نادراً فهي مركزاً يستقطب سواّحاً كثر أجانب ومواطنين لبنانيين لزيارة مواقع دينية متعددة تدق فيها أجراس الكنائس من أعالي دير سيدة التل مروراً بكنائس مار جرجس، مار شربل، مار الياس وصولاً الى دير مار مارون.

للرومان وفخر الدين حصّة أيضاً إذ بقيت بعضاً من آثارهم ترسم الملامح التاريخية للبلدة. فهي الخان والسوق والقلعة والقناطر وقوافل التجار... هي قصر فخر الدين بناه في وسط دولته الشاسعة: إنها القاع البقاعية بلدة المحاصيل والغلال والخير والبركة. في القاع تطالعكم البيوت القديمة المبنية من الطين والقش التي كان يعيش فيها اللبناني قديماً، والتي كانت تضطره في كل سنة وعند قدوم فصل الشتاء، أن يقوم بحدل السطح لمنع تسرب مياه الأمطار الى داخل البيت.