هي القاع، تلك الأرض المنبسطة التي تقع في محافظة بعلبك - الهرمل وتحدها كل من سوريا، الهرمل ورأس بعلبك. عرفت القاع منذ العصور الوسطى وكانت تشتهر في صناعة العسل وفي معالمها الطبيعية النادرة، فقد شكلت البحيرة فيها ملتقى للتجار العابرين ومعلماً طبيعياً جميلاً بالإضافة إلى ذلك، حافظت القاع على طابع "السياحة الدينية" حيث معظم مواقعها الدينية كانت تستقطب السائحين المحليين والمغتربين لزيارتها. وجود بلدة القاع بين السلسلة الشرقية للبنان ونهر العاصي جعل من صيفها صيفاً شبه صحراوي ومن شتائها شتاء بارد. وتجدر الإشارة أنه عند زيارة القاع تلفتنا أثار رومانية وعثمانية تؤكد على الحضارة القديمة التي رسمت معالمها على وجه هذه البلدة.
للقاع وجوه متعددة تجذب زائريها من مختلف المناطق والبلدان. فهي ملتقى لحضارات مختلفة إذ منها رأت روايات كثيرة النور لايزال ابناؤها يرددونها لأولادهم وضيوفهم ففي القاع ثقافة ملأت صفحات كتب تتحدث تارة عن حروب وحقبات خلفت أثاراً فيها حتى اليوم وتارة أخرى تصور طبيعتها الخلابة
المزيدفي القاع تلتقي أجراس الكنائس فتنبض قلوب المؤمنين على وقعها. عرفت القاع بتعدد كنائسها فباتت محطة أساسية يقصدها الزوار والسكان للصلاة والدعاء فالتقرب من الله. انها تلك المنطقة البقاعية الحدودية التي كثرت فيها كنائسها مع مرور الزمن فحلت عليها حالة البركة والإيمان.
المزيدتعددت المشاريع الزراعية وباتت المنتوجات المحصودة من أرض القاع مصدر إستثمار وتجارة نظراً لخصوبة تربتها وطقسها الملائم لبعض الزراعات. فلكل شهر ميزته، خصوبته فمنتوجاته الموزعة في كل أنحاء البقاع وصولاً إلى تغطية مساحات كبيرة من الوطن
المزيدممارسة الرياضة الخارجية والمشي الطويل تحديداً يجعل من القاع أيضاً مركزاً يستقطب بكثرة عشاق هذه الرياضة. فبالرغم من صغر البلدة بقيت المساحات الطبيعية والجبال نقطة مهمة الى الرياضيين المشتاقين الى البال الهادئ فيتجدد مزاجهم وتغمرهم سعادة الهروب إلى طبيعة لاتزال ترتدي لباساً لا تشوبه العراقيل
المزيدللقاع واهلها عنواناً عريضاً : حسن الضيافة وحرارة الإستقبال. فمن قصد القاع من بعد خيراً له أن يمضي ليلته أو لياليه في قلب دورها فيعيش حياة قاعية بإمتياز مع بزوغ الفجر حتى غروب الشمس
المزيدللقاع طابع لبناني بحت فلا تزال هذه البلدة تحافظ على العادات اللبنانية خاصة من حيث فن الطبخ والمأكولات. ففي أروقتها الضيقة الافران وأجران الكبة فالتنور الذين مهما حاولت المدينة تجديدها تبقى الضيع البعيدة هي الوحيدة التي باستطاعتها نقلها والمحافظة عليها كإرث يدوم.
المزيد